فرغ قال لهم الربيع: قوموا فقبلوا يد أمير المؤمنين واشكروه، ففعلوا جميعاً إلا عبد الملك بن يحيى، قال للربيع: وأي موضع شكر هذا؟ وقام فخرج. فقال أمير المؤمنين المهدي للربيع: ما قلت له وقال لك؟ فأخبره، قال له: صدق، وأي موضع شكر هذا! وقال محمد بن عبد الملك الأسدي، يمدح عبد الملك بن يحيى:
أمدَحْ كريمَ بني العوامِ إن لَهُ ... مناقباً لم يَنلْهَا قبلَهُ بَشَرُ
حاشَى النبيِّ وقَومٍ قد مَضَوْا مَعَهُ ... هُمُ الذين إليه دارَهُم هَجَرُوا
أعنِي ابنَ يحيى بن عبّادٍ فإنّ لهُ ... سوابقَ المجْدِ قد قرّتْ بها مُضَرُ
عبدَ المليك الذي عمَّتْ صَنائعهُ ... كما يَعُمُّ البلادَ المَحْلَةَ المَطُر
قد أحكمْتُه النُّهَي في حُسْنِ تجرِبةٍ ... فهو البصيرُ بما يأتي وما يَذَرَ
أني وجدتُ بني يحيى إذا جُهِرُوا ... هُمُ البحورُ بُحُورُ المجْدِ والغُرَرُ