وَانْشَقَّ جَيْبُ زبرجدٍ عَنْ كُوبِ ياقوتٍ ... كَنَوْهُ بِالشَّقِيقَةِ فَاكْتَنَى
وَالْكَاسُ هَمَّ بِشُرْبِهَا فِي الشُّرْبِ شماسٌ ... فَمَثَّلَ فَوْدُهُ قَعْرَ الإِنَا
وَأَنْشَدَنَا أَيْضًا لنفسه:
مَا بَرَحَتْ يَوْمَ وَدَاعِي لَهَا ... تَضُمُّنِي ضَمَّةَ مُسْتَيْئِسِ
حَتَّى تَثَنَى الْغُصْنُ فَوْقَ النَّقَا ... وَانْتَثَرَ الطَّلُّ مِنَ النَّرْجِسِ
وَأَنْشَدَنَا أَيْضًا لِنَفْسِهِ:
إِنْ كَانَ جَدَّ بِهِ الْغَرَامُ فَبَاحَا ... أَيَّامَ سَاعَدَهُ الْحَمَامُ فَنَاحَا
فَالنَّوْرُ أَحْسَنُ مَا يَكُونُ مُفَتَّحًا ... وَالْحُبُّ أَحْلَى مَا يَكُونُ صُرَاحَا
أَرَأَيْتَ زَهْرَ الرَّوْضِ كَيْفَ أَحَلْتُهُ ... شِقْرًا بِصَائِبِ عَبْرَتِي وَأَقَاحَا
الشِّقْرُ: الشَّقَائِقُ.
لَمَّا بَلَلْتُ بِأَدْمُعِي أَكْمَامَهُ ... مِثْلِي تَهَتَّكَ فِي الرَّيَاضِ وَفَاحَا
مَنْ ذَا تَعَرَّضَ لِلْهَوَى فَوَنَى لِسَانًا ... ذَاكِرًا أَوْ مَدْمَعًا سَحَّاحَا
بِنْتُمْ فَجُدْنَا فِي الدِّيَارِ بِأَدْمُعٍ ... كنا بِهَا قَبْلَ الْفِرَاقِ شِحَاحَا
مَا زَالَ يُضْنِي الشَّوْقُ جِسْمِي بَعْدَكُمُ ... حَتَّى الْتَقَيْنَا فِي الْكَرَى أَشَاحَا
وَاللَّهِ لَوْلا أَنْ أَكُونَ لِسَتْرِ مَا ... أُودِعْتُ مِنْ سِتْرِ الْهَوَى فَضَّاحَا
لَنَصَبْتُ شَخْصِي لِلرَّقِيبِ مُجَاهِرًا ... وَلَزُرْتُ ذَاتَ الشَّامَتَيْنِ صَبَاحَا
خَالَيْنِ قُدَّا مِنْ سُوَيْدَا مُهْجَتِي ... وَتَبَدَّلا بِضِرَامِهَا تُفَّاحَا
وَمُقَلَّدٍ دَمَ عَاشِقِيهِ مقلدٍ ... عِوَضَ الْوِشَاحِ مِنَ الْقُلُوبِ وِشَاحَا
أَصْفَيْتُهُ وُدِّي فَكِدُتُ أَطِيرُ مِنْ ... شَوْقِي إِلَيْهِ وَإِنْ قُصِصْتُ جَنَاحَا