للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال أبو بكر بن مجاهد: قال ثعلب يا أبا بكر، اشتغل أصحاب القرآن بالقرآن ففازوا، وأصحاب الحديث بالحديث ففازوا، وأصحاب الفقه بالفقه ففازوا؛ واشتغلت أنا بزيد وعمرو، فليت شعري ماذا يكون حالي؟

فانصرفت من عنده، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم تلك الليلة فقال لي:

أقرئ أبا العباس مني السلام، وقل له: أنت صاحب العلم المستطيل.

قال أبو عبد الله الروذباريّ، العبد الصالح، أراد أن الكلام به يكمل، والخطاب به يجمل، وأن جميع العلوم مفتقرة إليه.

وقال أبو عمر الزاهد: سئل ثعلب عن شيء فقال: لا أدري، فقيل له:

أتقول: لا أدري، وإليك تضرب أكباد الإبل من كلّ بلد! فقال: لو كان لأمّك بعدد ما لا أدري بعر لاستغنت.

صنف «المصون في النحو»، «اختلاف النحويين»، «معاني القرآن»، «معاني الشعر»، «القراءات»، «التصغير»، «الوقف والابتداء»، «الهجاء»، «الأمالي»، «غريب القرآن»، «كتاب ما ينصرف وما لا ينصرف»، «ما يجرى وما لا يجرى»، «الأمثال»، «الإيمان والدواهي»، «استخراج الألفاظ من الأخبار»، «المسائل»، «حدّ النحو»، «تفسير كلام ابنة الخسّ»، «المجالسات»، «الفصيح» - وقيل هو للحسن بن داود الرّقيّ، وقيل: ليعقوب ابن السّكيت- وله أشياء أخر.

وثقل سمعه بأخرة، ثم صمّ، فانصرف يوم الجمعة من الجامع بعد العصر وإذا بدوابّ من ورائه، فلم يسمع صوت حافرها، فصدمته فسقط على رأسه في هوّة من الطريق، فلم يقدر على القيام، فحمل إلى منزله.

ومات فيه ثاني يوم السبت لعشر خلون- وقيل لثلاث عشرة بقيت-