الحمد لله الذي أكرمنا بكتابه المنزل، وشرفنا بنبيه المرسل، نحمده على ما أولانا من منه، وخصنا به من جزيل نعمه.
وصلى الله على سيدنا محمد نبي الرحمة، ومبلغ الحكمة، وعلى آله وصحبه وسلم.
وبعد:
فقد حظيت كتب الطبقات خلال العصور السابقة باهتمام كبير، نظرا لأهمية هذا النوع من الدراسة، والتي تلقي الأضواء على ترجمة مشاهير العلماء والباحثين والأدباء والمفسرين ووضعهم في إطار يتضمن كافة البارعين، والذين يسرّ الله لهم خدمة دينهم، وإنارة الطريق أمام مجتمعهم ...
وقد صنفت كتب كثيرة، في تاريخ البلدان، وتراجم من نشأ فيها، واستوطن بها، من الصحابة والتابعين.
كما صنفت الأسفار الحاوية على تراجم حفاظ الحديث ورواته، من عدول، وضعفاء، ومدلسين ووضاعين ... ونجد ذلك عند البخاري وغيره ...
أما علم التفسير فهو مفتاح الكنوز والذخائر التي احتواها القرآن الكريم، لاصلاح البشر، وإنقاذ الأمم، وإعلاء كلمة الله في الأرض. والمفسرون هم رواد هذا العلم ورجاله الذين يعوّل عليهم في تبيان الحق ونشره بين الناس.
فقد كان الاهتمام بتراجم رجاله، وتصنيف طبقاته، مبثوثا في ثنايا كتب الأدب والتاريخ، وكتب الطبقات الأخرى، إلى أن قيض الله لهذا الأمر الحافظ جلال الدين السيوطي- عبد الرحمن بن أبي بكر- الإمام الحافظ، المؤرخ، الأديب، الذي بلغت مصنفاته [٦٠٠] مصنف، توجّها بكتابه