للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وخلع عليه في يوم السبت ثاني عشر جمادى الأولى سنة إحدى عشرة بعد ما استعفى من النيابة فلم يعفه، وباشر النيابة إلى أن قبض عليه في يوم الاثنين ثاني ربيع الآخر سنة اثنتي عشرة، وسجنه هو وآقوش الأفرم، وسنقر الكمالي في أربعة أمراء أخر.

وولي بعده النيابة الأمير أرغون الناصري، فلم يزل في السجن إلى أن أفرج عنه بشفاعة أرغون النائب، وأحضر من الإسكندرية هو والأمير بهادرآص في ثامن عشر جمادى الآخرة سنة سبع عشرة فلزم بيته، وكانت مدة سجنهما نحو الخمس السنين.

ثم أنعم عليه بإمرة ثمانين بديار مصر على إقطاع مغلطاي أمير مجلس، وخلع عليه، وجلس رأس الميسرة في سنة ثماني عشرة وحج في سنة ثلاث وعشرين.

ومات ليلة الخميس خامس عشري شهر رمضان سنة خمس وعشرين وسبعمائة عن ثمانين سنة، ودفن بتربة خارج القاهرة.

وكان أميرا حشما، كثير الأدب، عاقلا، له صدقات ومعروف، وأنشأ مدرسة بسويقة العزّي خارج باب زويلة، تعرف بالمدرسة الدّوادارية، ورتب فيها درسا للحنفية، وجعل لها أوقافا دارّة. وكان يخرج من داره في السحر ومعه الدراهم فيتصدق بها سرا.

وصنف «تفسيرا» وألف تاريخا سماه «زبدة الفكرة في تاريخ الهجرة» يدخل في أحد عشر سفرا.

وكان يجلس رأس الميسرة، وكان حنفيّ المذهب له اشتغال بالفقه، وأجيز بالفتوى والتدريس، وكان يلازم الصلوات الخمس في الجماعة، ويحيي أكثر ليله صلاة وقراءة، ويقضي نهاره بسماع الحديث والبحث في العلوم،