مولى بني والية بن الحارث من بني أسد، كنيته أبو عبد الله، وكان فقيها ورعا من الطبقة الثالثة، قرأ القرآن على ابن عبّاس، وقرأ عليه أبو عمرو، والمنهال بن عمرو، وقد حدّث عن ابن عبّاس، وعدي بن حاتم، وابن عمر، وعبد الله بن مغفّل، وأبي هريرة.
وروايته عن عائشة، وأبي موسى، ونحوهما، مرسلة.
روى عنه الحكم، وأيّوب، وجعفر بن أبي المغيرة، ومحمد بن سوقة، والأعمش، وخلق كثير.
وعن أشعث بن إسحاق قال: كان يقال لسعيد بن جبير: جهبذ العلماء، وعن ابن عبّاس رضي الله عنهما قال: يا أهل الكوفة تسألوني وفيكم سعيد ابن جبير؟ خرج سعيد مع ابن الأشعث على الحجّاج ثم اختفى، وتنقّل في النواحي، ثم أتى به الحجّاج فقتله سنة خمس وسبعين ومائة.
وعن الثوري عن عمر بن سعيد بن أبي حسين قال: دعا سعيد بن جبير ابنه حين دعي ليقتل، فبكى، فقال: ما يبكيك؟ ما بقاء أبيك بعد سبع وخمسين سنة؟ ومات الحجّاج بعده بستة أشهر، ولم يقتل بعده أحدا، ومات الحجّاج في شوال.
وكان سعيد من سادات التابعين، علما، وفضلا، وصدقا، وعبادة.
وروى عمرو بن ميمون بن مهران عن أبيه قال: مات سعيد بن جبير وما على الأرض أحد إلا وهو محتاج إلى علمه.