للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الباجي، وأبي محمد الأصيلي، وخلق يكثر إيرادهم من أهل المشرق. ومن أهل بغداد، أبو الحسن الدارقطنيّ. وأبو بكر الأبهريّ، وغيرهما. ومن أهل القيروان أبو محمد بن أبي زيد الفقيه، وأحمد بن نصر الداوديّ، وغيرهما.

كان رحمه الله من كبار المحدثين، وصدور العلماء المسندين، حافظا للحديث متقنا لعلومه.

وله مشاركة في سائر العلوم، وجمع من الكتب في أنواع العلوم ما لم يجمعه أحد من أهل عصره بالأندلس. وكان له ستة وراقين ينسخون له دائما. وكان قد رتّب لهم على ذلك راتبا معلوما. وكان لا يسمع بكتاب حسن إلا اشتراه أو استنسخه. ولمّا توفي اجتمع أهل قرطبة لبيع كتبه، فأقاموا في بيعها مدّة عام كامل في المسجد، وكان ذلك في وقت الغلاء والفتنة، فاجتمع فيها من الثمن أربعون ألف دينار قاسمية، يبلغ صرفها نحو ثلاثمائة ألف درهم، وتقلد رحمه الله قضاء قرطبة مقرونا بولاية صلاة الجمعة والخطبة مضافا إلى ذلك خطّته العليا من الوزارة، وكان ذا صلابة في الحق ونصرة للمظلوم، ودفع للظالم. حدّث عنه من كبار العلماء أبو عمر بن عبد البرّ، وأبو عبد الله بن عائذ، والصاحبان، وابن أبيض، وسراج القاضي، وأبو عمر الطلمنكي، وأبو عمر بن الحذّاء، وحاتم بن محمد الخولاني، وأبو حفص الزهراويّ وغيرهم، وصنفا كتبا حسانا منها كتاب «القصص والأسباب التي نزل من أجلها القرآن» في نحو مائة جزء ونيف، وكتاب «المصابيح في فضائل الصحابة» مائة جزء، و «فضائل التابعين لهم بإحسان» مائة وخمسون جزءا، و «الناسخ والمنسوخ» ثلاثون جزءا، و «كتاب الإخوة من المحدّثين من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من الخالفين» أربعون جزءا، و «أعلام النبوة»، و «دلالات الرسالة» عشرة أسفار، و «كرامات الصالحين ومعجزاتهم» ثلاثون جزءا، و «مسند حديث محمد بن فطيس» خمسون جزءا، و «مسند قاسم بن أصبغ»، و «العوالي» ستون جزءا،