قال ابن معين: ولم يكن ممّن يكذب، وكان من أعلم الناس في فنه.
وقال أبو داود: صدوق، وكان يتقي أن يفسّر الحديث، كما يتقي أن يفسّر القرآن.
وكان بخيلا ويجمع أخبار البخلاء.
وتناظر هو وسيبويه، فقال يونس: الحقّ مع سيبويه، وهذا يغلبه بلسانه.
وكان من أهل السنة، ولا يفتي إلا فيما أجمع عليه علماء اللّغة، ويقف عما ينفردون عنه، ولا يجيز إلا أفصح اللغات.
وعنه أنه قال: حضرت أنا وأبو عبيدة عند الفضل بن الربيع، فقال لي:
كم كتابك في الخيل؟ فقلت: مجلد واحد، فسأل أبا عبيدة عن كتابه فقال: خمسون مجلدا، فقال له: قم إلى هذا الفرس، وأمسك عضوا عضوا منه وسمّه، فقال: لست بيطارا، وإنما هذا شيء أخذته عن العرب، فقال: قم يا أصمعيّ وافعل ذلك، فقمت وأمسكت ناصيته، وجعلت أذكر عضوا عضوا، وأضع يدي عليه، وأنشد ما قالته العرب إلى أن بلغت حافره، فقال:
خذه، فأخذت الفرس وكنت إذا أردت أن أغيظه ركبته وأتيته.