للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

روى عنه أبو سعد السعانيّ، وابنه عبد الرحيم، وابن الجوزيّ، والافتخار عبد المطلب الهاشميّ، والشيخ تاج الدين الكنديّ، وأبو أحمد بن سكينة، وأبو الفتح المندائيّ، وأبو روح عبد المعز الهرويّ، وآخرون.

ذكره صاحبه ابن السمعانيّ، فقال: مجموع حسن وجملة مليحة، مفت مناظر، محدّث مفسّر، واعظ أديب، شاعر حاسب.

قال: وكان مع هذه الفضائل حسن السّيرة جميل الأمر، مليح الأخلاق، مأمون الصحبة، نظيف الظاهر والباطن، لطيف العشرة، فصيح العبارة، مليح الإشارة في وعظه، كثير النّكت والفوائد، وكان على كبر السّنّ حريصا على طلب الحديث والعلم، مقتبسا من كلّ أحد.

ثم قال: كتبت عنه الكثير بمرو، وهراة، وبخارى وسمرقند، وكتب عني الكثير وحصّل نسخة بهذا الكتاب، يعني «ذيل تاريخ بغداد».

وقال في موضوع آخر: لا نعرف للفضائل أجمع منه مع الورع التام.

وقال في «الذّيل»: كتب إليّ من بلخ أبياتا، وهي:

يا آل سمعان ما أسنى (١)

فضائلكم ... قد صرن في صحف الأيّام عنوانا

معاهدا ألفتها النازلون بها ... فما وهت بمرور الدّهر أركانا

حتى أتاها أبو سعد فشيّدها ... وزادها بعلو الشّأن تبيانا

كانوا ملاذ بني الآل فانقرضوا ... مخلّفين به مثل الذي كانا

كانوا عياضا فأهدوا من خلائقه ... إلى طبائعنا روحا وريحانا

لولا مكان أبي سعد لما وجدوا ... على مفاخرهم للناس برهانا

في أبيات أخر، يمدح بها «الذيل» ذكرها أبو سعد.


(١) في طبقات الشافعية للسبكي: «ما أنسى».