للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

٤٢٩ - محمد بن أحمد بن إبراهيم بن يوسف الشيخ العلامة الزاهد وليّ الدين أبو عبد الله العثماني الديباجي الشافعي المعروف بابن المنفلوطي وبالملوي (١).

ولد سنة ثلاث عشرة وسبعمائة وسمع من جماعة، وتفقه وبرع في فنون، وأخذ عن الشيخ نور الدين الأردبيلي، وحدث واشتغل، وكان قد نشأ بدمشق، ثم طلب إلى الديار المصرية في أيام الناصر حسن، ودرس بالمدرسة (٢) التفسير بالمنصورية وغيرهما.

قال الشيخ وليّ الدين العراقي: برع في التفسير، والفقه، والتصوّف، وكان متمكنا من هذه العلوم، قادرا على التصرف فيها، حلو العبارة، حسن الوعظ، كثير العبادة والتأله، جمع وألف، وشغل وأفتى، ووعظ وذكر، وانتفع به الناس، ولم يخلف في معناه مثله.

وقال الحافظ شهاب الدين بن حجّي: تفرّد بحسن التدريس، وكان يتصوف، وكان من ألطف الناس وأظرفهم شكلا وهيئة، وله تواليف بديعة الترتيب، توفي في ربيع الأول سنة أربع وسبعين وسبعمائة.

وذكر أنه لما حضرته الوفاة قال: هؤلاء ملائكة ربي قد حضروا وبشّروني بقصر في الجنة، وشرع يرد السلام عليكم. ثم قال: انزعوا ثيابي عني فقد جاءوا بحلل من الجنة، وظهر عليه السرور ومات في الحال، ودفن بتربة الأمير ناصر الدين بن آقبغا آص، وكانت جنازته مشهودة، قال بعضهم حزر الجمع الذين صلوا عليه بثلاثين ألفا.


(١) له ترجمة في: الأنس الجليل لمجير الدين الحنبلي ٢/ ١٠٩، البدر الطالع للشوكاني ٢/ ٢٥٧، ذيل تذكرة الحفاظ للسيوطي ٣٧٦، الضوء اللامع للسحاوي ٩/ ٢٥٥، طبقات القراء لابن الجزري ٢/ ٢٤٧، قضاة دمشق لابن قطلوبغا ١٢١، مفتاح السعادة لطاش كبرى زاده ٢/ ٥٦، هدية العارفين للبغدادي ٢/ ١٨٧، ١٨٨.
(٢) في الأصل: «وتدريس التفسير بالمنصورية». ولعل الأوفق ما أثبته.