وله شعر جيد، ويتكلم في طريق الصوفية كلام أرباب المعالي، ويعتني بالتدوين فيها؛ حجّ ولقي جلة، ثم عاد إلى بلده، فأقرأ به وانقطع إلى خدمة العلم، فلما ولي السلطان أبو عنان المغرب، ولاه قضاء الجماعة بفاس، فاستقل بذلك أعظم الاستقلال، وأنفذ الحق وألان الكلمة، وآثر التشديد.
قرأ العلم واستفاد على الإمامين العالمين الراسخين، أبي زيد عبد الرحمن، وأبي موسى عيسى، ابني (١) الإمام الحافظ ناصر الدين موسى عمران بن موسى بن يوسف المشدالي، وكان رحمه الله نسيج وحده في المتأخرين، وعلى قاضي الجماعة بتلمسان أبي عبد الله محمد بن منصور بن هدية القرشي، من ولد عقبة بن عامر الفهري، وغيرهم من المشايخ الجلة.
وألف «كتابا يشتمل على أزيد من مائة مسألة فقهية» ضمنها كل أصل من الرأي والمباحثة، ودون في التصوف «إقامة المريد ورحلة المتبتل» وكتاب «الحقائق والرقائق».
قال ابن الخطيب: اتّصل بنا نعيه في شهر محرم عام تسعة وخمسين وسبعمائة، وأراه توفي في ذي الحجة من العام قبله.
أورده ابن فرحون.
(١) في الأصل: «وأبي موسى عيسى بن الإمام وعلي الامام العالم الحافظ ناصر الدين» والمثبت في الديباج لابن فرحون، ولعله الصواب.