للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

روى أبو طاهر عن أبي غالب علي بن أحمد بن النضر، وإسحاق بن خالويه، والحسين بن الكميت، وأبي مسلم الكجي، وأبي خليفة الفضل بن الحباب، وجعفر بن محمد الفريابي، ويوسف بن يعقوب القاضي، وجماعة كثيرة من الأعيان.

قال ابن زولاق: وكان أبو طاهر كثير الحديث والأخبار، واسع المذاكرة، قد عنى به أبوه فسمعه في سنة سبع وثمانين ومائتين، فأدرك جماعة منهم علي بن محمد السمسار، وعبد الله بن الإمام أحمد، وغيرهما.

وحدّث ببغداد يسيرا، ونزل مصر فحدّث بها وأكثر، وكتب عنه عامة أهلها.

وسمع منه الحافظ أبو الحسن الدارقطني، وأبو أسامة الهروي، والحافظ عبد الغني بن سعيد، وأبو العباس الصيرفي، وخلائق لا يحصون كثرة.

وذكره ابن ماكولا فقال: كان ثقة ثبتا كثير السماع فاضلا، وكان من بيت جليل في الحديث والقضاء، وكان يذهب إلى قول مالك بن أنس، وربما اختاره، وكان من أهل القرآن والعلم والأدب مفننا في علوم.

وله «كتاب في الفقه» أجاب فيه عن مسائل «مختصر المزني» على قول مالك بن أنس، واختصر «تفسير الجياني» و «تفسير البلخي» وكان يخالف قول مالك في الحكم باليمين مع الشاهد، ويحكى أن أباه وإسماعيل القاضي كانا لا يحكمان به، وكانا مالكيين، وكان إذا شهد عنده الشاهد الواحد ليس معه سواه رد الحكم، ومما استحسن من كلامه أنه تلقى الخليفة المعز لدين الله بالإسكندرية وهو أحد الخلفاء العبيديين، وكان مع الخليفة قاضيه النعمان بن محمد، فلما جلس أبو طاهر عنده سأله الخليقة عن أشياء، منها:

أنه قال له: كم رأيت من خليفة؟ فقال: واحدا، فقال: ومن هو؟ فقال:

أنت، والباقي ملوك.