وقال الحافظ زين الدين العراقي: أحد العلماء الجامعين بين العلم والعمل، وكان يتكلم على الناس بجامع عمرو بن العاص وغيره، على طريقة الشاذلية، ثم امتحن بأن شهد عليه بأمور وقعت في كلامه، وأحضر إلى مجلس الجلال القزويني، وادعى عليه بذلك، وانتصر له ابن فضل الله إلى أن استنقذ، ومنع من الكلام على الناس، وتعصب عليه بعض الحنابلة.
أموت إذا غبتم وأنشر عند ما ... يبشرني ريح الصبا بلقاكم
إذا كنتم روح الوجوه بأسره ... فكيف يعيش الصبّ عند جفاكم
فان كان ذنبي حال بيني وبين ما ... يؤمله منكم نزيل قراكم
مال سوى أني بكم قد أتيتكم ... وعادتكم أن تجبروا من أتاكم
ومن شعره ما أورده في كتابه «المتشابه في الرّبانيات»:
تشاغل عنّا بوسواسه ... وكان قديما لنا يطاب
محبّ تناسى عهود الهوى ... وأصبح في غيرنا يرغب
ونحن نراه ونملي له ... ويحسبنا أننا غيّب
ونحن إلى العبد من نفسه ... ووسواس شيطانه أقرب
قال العثمان قاضي صفد: رأيته بمكة وقت صلاة الجمعة، وأمير الحاج يضرب الطائفين ويقول: اجلسوا للصلاة، فقام إليه، وأمسك بكتفه، وقال:
نبيك قال: لا تمنعوا أحدا طاف بهذا البيت أيّ ساعة، بليل أو نهار، فسقطت العصا من يد الأمير، وقبّل يد الشيخ، قال: فاتفق أنه لما خرج الخطيب، جلس الناس دفعة واحدة. توفي شهيدا بالطاعون في يوم الجمعة خامس عشر شوال، سنة تسع وأربعين وسبعمائة.