للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وأقرأ وتخرج به طبقات من الخلق، وكان أعجوبة زمانه في التقرير؛ وليس له في التأليف حظّ؛ مع كثرة مؤلّفاته التي جاوزت الألف، فإن له على كل كتاب أقرأه التأليف والتأليفين والثلاثة، وأكثره ما بين شرح مطوّل ومتوسط ومختصر، وحواش ونكت، إلى غير ذلك.

وكان قد سمع الحديث على جدّه، والبيانيّ، والقلانسيّ، والعرضيّ.

وأجاز له أهل عصره، مصرا وشاما، وكان ينظم شعرا عجيبا، غالبه بلا وزن، وكان منجمعا عن بني الدنيا، تاركا للتعرض للمناصب، بارّا بأصحابه مبالغا في إكرامهم، يأتي مواضع النزه، ويمشي بين العوام ويقف على حلق المشاقفين ونحوهم، ولم يحجّ ولم يتزوّج، وكان لا يحدث إلا توضّأ، ولا يترك أحدا يستغيب عنده، مع محبة المزاح والفكاهة. واستحسان النادرة.

وحضر عند الملك المؤيد شيخ في المجلس الذي عقد للشمس بن عطاء الله الهرويّ، فلم يتكلم؛ مع سؤالهم له، وسأله السلطان عن شيء من مؤلفاته في فنون الرمح والفروسيّة، فأنكر أن يكون له شيء من ذلك.

وحصل له في دولته سوق. وكان يعرف علوما عديدة؛ منها الفقه، والتفسير، والحديث، والأصلان والجدل والخلاف، والنّحو والصرف، والمعاني والبيان والبديع، والمنطق والهيئة والحكمة، والزّيج، والطب، والفروسية، والرّمح والنشّاب والدّبوس، والثّقاف والرّمل، وصناعة النّفط، والكيمياء، وفنون أخر.

وعنه أنه قال: أعرف ثلاثين علما لا يعرف أهل عصري أسماءها. وقال في «رسالته ضوء الشمس»: سبب ما فتح به عليّ من العلوم منام رأيته.

ومن عيون مصنفاته في الأصول: «شرح جمع الجوامع»، «نكت عليه»، «ثلاث نكت على مختصر ابن الحاجب»، «حاشية على رفع