وحفظ «المستصفى»، وكتابي ابن الحاجب في الفقه والأصول، وبرع في علم التفسير، وشارك في الخلاف والمنطق والحديث والبيان، وصار من الفقهاء المقصودين للإفتاء.
وتخرّج عليه جماعة، منهم البدر محمد بن جماعة.
وقدم إلى دمشق فولي بها وكالة بيت المال في أيام الناصر صلاح الدين الأيوبي صاحب حلب ودمشق، وتدريس الشاميّة البرانية وغيرها.
ثم رحل إلى القاهرة في جفل التتار، سنة ثمان وخمسين وستمائة، فأقام بها، وولي تدريس المدرسة الظاهرية عند فراغها في صفر سنة اثنتين وستين وستمائة، وفوض إليه قضاء القاهرة والوجه البحري، بعد وفاة قاضي القضاة تاج الدين عبد الوهاب بن بنت الأعز في شعبان سنة خمس وستين.
واستقر محيي الدين عبد الله بن عين الدولة في قضاء مصر والوجه القبلي، ثم صرف ابن عين الدولة عن قضاء مصر، وأضيف إلى ابن رزين في ثامن شهر ذي القعدة سنة ست وسبعين، فكمل له قضاء القضاة بديار مصر كلها، إلى أن عزل بصدر الدين عمر بن عبد الوهاب بن بنت الأعز في نصف جمادى الأولى سنة ثمان وسبعين.
ثم أعيد إلى قضاء القضاة بعد عزل صدر الدين عمر بن بنت الأعز، في يوم السبت سادس عشري شهر رمضان سنة تسع وسبعين، فاستمر إلى أن مات وهو قاض في ليلة الأحد ثالث شهر رجب سنة ثمانين وستمائة بالقاهرة، ودفن من الغد بالقرافة.
وكان فقيها عارفا بالأحكام، مدرسا بالمدرسة جوار قبر الشافعي من القرافة، وبالمدرسة الصالحية، والظاهرية، وكان يسكنها، وامتنع من أخذ الجامكيّة على القضاء تورعا وتدينا، وكانت الفتاوى ترد إليه من الأقطار