للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فتكات لحظك أم سيوف أبيك ... وكئوس خمرك أم مراشف فيك (١)

فقرأه بالنصب في الجميع، فقال له ابن النحاس: يا مولانا هذا نصب كثير فقال له بنترة (٢): أنا أعرف الذي تريد من رفعها، على أنها أخبار لمبتدءات مقدّرة، والذي ذهبت أنا إليه أغزل وأمدح؛ وتقديره: «أقاسي فتكات لحظك» فقال له: وأيش هو النّحو في الدنيا حتى يذكر.

وكانت فيه بادرة وحدّة، وكان يتردّد إلى الناس من غير حاجة إلى أحد، ولا سعى في منصب، وناب في الحكم بالقاهرة ثم تركه، وقال: يتعذر فيه براءة الذمة.

وجاء إليه إنسان يصحّح عليه في «أمالي القالي» فكان يسابقه إلى ألفاظ الكتاب، فبهت الرجل، فقال له: لي عشرون سنة ما كرّرت عليه.

وكان كثير التلاوة، حسن الصّحبة، كثير الصدفة سرّا، ولا يخل (٣) بالمطالعة في «الشفاء» لابن سينا كل ليلة، مع سآمة (٤) وملل، ويلثغ بالراء همزة.

صنّف تفسير سورة «ق» في مجلد، و «شرح ديوان المتنبي». ومات بالقاهرة في سابع عشر ذي الحجة سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة.

وله شعره:


(١) الوافي بالوفيات للصفدي ١/ ٣٣٩.
(٢) النتر: تغليظ الكلام وتشديده (القاموس: نتر) وفي الدرر الكامنة: «بفترة»، وفي الوافي:
«بتلك الحدة المعروفة منه والنفرة».
(٣) كذا في الأصل، والدرر الكامنة لابن حجر.
(٤) في الدرر الكامنة: «وكانت فيه سآمة وملل وضجر».