للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

صاحب «شرح البخاري».

الإمام العلامة في الفقه، والحديث، والتفسير، والأصلين، والمعاني، والعربية.

قال ابنه في «ذيل المسالك»: ولد يوم الخميس سادس عشري جمادى الآخرة سنة سبع عشرة وسبعمائة.

وقرأ على والده بهاء الدين، ثم انتقل إلى كرمان، وأخذ عنه العضد، ولازمه اثنتي عشرة سنة. وقرأ عليه تصانيفه، وأخذ عن غيره أيضا.

ومهر وفاق أقرانه، وفضل غالب أهل زمانه، ثم دخل دمشق، ومصر وقرأ بها «البخاريّ» على ناصر الدين الفارقي، وسمع من جماعة، وحج ورجع إلى بغداد، واستوطنها.

وكان تام الخلق، فيه بشاشة وتواضع للفقراء وأهل العلم، غير مكترث بأهل الدنيا، ولا ملتفت إليهم، يأتي إليه السلاطين في بيته، ويسألونه الدعاء والنصيحة.

وصنف كتبا في علوم شتى، منها في العربية والكلام والمنطق، و «شرح البخاري» شرحا جيدا في أربعة مجلدات، و «شرح المواقف» وشرح «مختصر ابن الحاجب»، في ثلاثة مجلدات، يذكر فيه عبارات الشراح برمز، وذكر من شروح الكتاب المشهورة سبعة شروح، و «سماها الكواكب السبعة السيارة» و «شرح الفوائد الغيائية في المعاني والبيان»، «شرح الجواهر»، و «أنموذج الكشاف»، و «حاشية على تفسير البيضاوي»، وصل فيها إلى سورة يوسف، و «رسالة في مسألة الكحل»، وغير ذلك.

وكان مشارا إليه بالعراق وتلك البلاد في العلم، وتصدّى لنشر العلم ببغداد ثلاثين سنة، قانعا باليسير، شريف النفس، متواضعا، بارّا لأهل العلم، متكبّرا على أهل الدنيا.