وأما وفاته، فقال أبو مصعب: لعشر مضت من ربيع الأول، وكذلك قال ابن وهب.
وقال سحنون: في حادي عشر ربيع الأول.
وقال ابن أبي أويس: في بكرة أربع عشرة منه.
وقال مصعب الزبيري: في صفر، وكلهم قالوا في سنة تسع وسبعين ومائة.
وهو أول من صنّف «تفسير القرآن» بالإسناد على طريقة «الموطأ»، تبعه الأئمة، فقل حافظ إلا وله تفسير مسند، وله غير الموطأ كتاب «المناسك» و «التفسير المسند» لطيف، فيحتمل أن يكون من تأليفه، وأن يكون علق عنه.
و «رسالته إلى ابن وهب في القدر والرد على القدرية» قال القاضي عياض: وهي من خيار الكتب في هذا الباب الدال على سعة علمه بهذا الشأن.
وكتاب «النجوم وحساب ديوان الزمان ومنازل القمر» وهو كتاب جيد مفيد جدا، قد اعتمد الناس عليه في هذا الباب، وجعلوه أصلا.
و «رسالته في الأقضية» كتب بها لبعض القضاة، عشرة أجزاء.
و «رسالته إلى أبي غسان محمد بن مطرف» وهو ثقة من كبراء أهل المدينة قريبا لمالك، وهو في الفتوى مشهور.
و «رسالته المشهورة إلى هارون الرشيد في الآداب والمواعظ» حدّث بها بالأندلس أولا ابن حبيب عن رجاله عن مالك، وحدّث بها آخرا أبو جعفر ابن عون الله والقاضي أبو عبد الله بن مفرج عن أحمد بن زيدويه الدمشقي، وقد أنكرها غير واحد، منهم أصبغ بن المفرج، وحلف ما هي من وضع مالك، وقالوا: فيها أحاديث منكرة، لو سمع مالك من يحدّث بها أدّبه.