للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالغ الفضلاء في الثناء عليه، ثم قدم مصر سنة اثنتين وثلاثين، وتولى تدريس المعزية بها، وبنى له قوصون الخانقاه بالقرافة، ورتبه شيخا بها أول ما فتحت في صفر سنة ست وثلاثين.

قال الإسنوي: كان بارعا في العقليات، عارفا بالأصلين. فقيها صحيح الاعتقاد محبا لأهل الخير والصلاح، منقادا لهم، مطرحا للتكلف، مجموعا على العلم ونشره.

وكان يمتنع كثيرا من الأكل لئلا يحتاج إلى الشرب، فيحتاج إلى دخول الخلاء فيضيع عليه الزمان.

صنّف «تفسيرا» كبيرا، لم يتم، و «شرح مختصر ابن الحاجب»، و «منهاج البيضاوي»، و «الطوالع» له، و «المطالع»، و «ناظر العين»، و «شرح البديع» لابن الساعاتي، و «فصول النسفي»، و «الحاجبية»، و «تجريد» النصير الطوسي، و «كافية ابن الحاجب»، و «الساوية في العروض»، وغير ذلك.

قال الصفدي: رأيته يكتب في تفسيره من خاطره من غير مراجعة قد جمع فيه بين «الكشاف» و «مفاتيح الغيب» للإمام [الرازي] جمعا حسنا بعبارة وجيزة مع زيادات واعتراضات في مواضع كثيرة.

توفي شهيدا بالطاعون في ذي القعدة سنة تسع وأربعين وسبعمائة، ودفن بحوش قوصون بالقرافة.

ذكره ابن قاضي شهبة، ثم شيخنا في «طبقات النحاة».

٦٢٥ - محمد بن عمر بن محمد بن أحمد العلامة أبو القاسم الزمخشري