الشيخ الإمام قاضي القضاة شرف الدين أبو القاسم بن قاضي القضاة نجم الدين ابن القاضي شمس الدين المعروف بابن البارزي الشافعي.
قاضي حماة، وصاحب التصانيف الكثيرة.
ولد في رمضان سنة خمس وأربعين وستمائة.
وسمع من والده، وجده (١) وعز الدين الفاروثي. وجمال بن مالك، وغيرهم، وأجاز له جماعة. وتلا بالسبع، وتفقه على والده، وأخذ النحو عن ابن مالك، وتفنن في العلوم وأفتى ودرّس وصنّف، وولي قضاء حماة، وعمي في آخر عمره. وحدث بدمشق وحماة.
سمع منه البرزالي، والذهبي، وخلق. وقد خرج له ابن طغربك «مشيخة» كبيرة، وخرج له البرازلي جزءا.
ذكره الذهبي في «معجمه» وقال: شيخ العلماء بقية الأعلام، سمع، وقرأ النحو، والأصول، وشارك في الفضائل، وصنف التصانيف مع العبادة والدين والتواضع ولطف الأخلاق، ما في طباعه من الكبر ذرّة، وله ترام على الصالحين وحسن الظن بهم.
وقال الإسنوي: كان إماما راسخا في العلم، صالحا خيرا محبا للعلم ونشره، محسنا إلى الطلبة، له المصنفات المفيدة المشهورة وصارت إليه الرحلة.
قال ابن السبكي: انتهت إليه مشيخة المذهب ببلاد الشام، وقصد من الأطراف، وكان إماما عارفا بالمذهب وفنون كثيرة، له التصانيف. توفي في ذي القعدة، سنة ثمان
وثلاثين وسبعمائة.
ومن كلامه مما يقرأ معكوسا: سور حماة بربها محروس.
(١) في الأصل: «وجده عز الدين» تحريف، صوابه في الدرر الكامنة، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة.