ونقل أن أبا عمر بن عات قال: حدّثت أن القاضي أبا بكر بن العربيّ اجتمع بابن ورد وسهرا ليلة واحدة في التناظر والتذاكر، فكانا عجبا، يتكلم أبو بكر فيظن السامع أنه ما ترك شيئا إلا أتى به، ثم يجيبه أبو القاسم بأبدع الجواب ينسى السامع ما سمع قبله، وكانا أعجوبتي دهرهما، وكان له مجلس يتكلم فيه على الصّحيحين، ويخص الأخمسة بالتفسير.
روى عن أبي علي الغسانيّ، وأبي الحسين بن سراج، وأبي بكر بن سابق الصّقليّ، وأبي محمد عبد الله بن فرح المعروف بابن الغسّال الزاهد، وغيرهم من الجلة.
روى عنه أبو جعفر بن الباذش، وابن حكم، وابن رفاعة وغيرهم. توفي سنة أربعين وخمسمائة.
٧٨ - أحمد بن محمد بن الفضل أبو بكر الخطيبي القزويني (١).
سمع بها الحديث وبالريّ، وكان له حظ من الفقه والتفسير، واللغة والنحو والشروط، صالح، ويقرأ عليه كل من هذه الفنون وهو ملازم مسجده، وكان ينظم الشعر. والقضاة يثقون بخطه وبجرحه وتعديله، ويعتمدون قوله.
سمع سنن ابن ماجة من الإمام ملكداد بن علي سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة.
ذكره الرافعي في «تاريخ قزوين»، وقال: وأجاز له عامة شيوخ والدي.
(١) له ترجمة في: تاريخ قزوين، مصور بدار الكتب برقم ٦١٥٤ ح، ص ٢١٩.