للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[وسأله ابن دقيق العيد (١)] يوما عن الحجّة في كون عمل أهل المدينة حجّة، فقال. وهل يتّجه غير هذا! وذكر كلاما طويلا، فلم يتكلم الشيخ معه، فلمّا خرج سئل عن ترك الكلام معه، فقال: رأيت رجلا لا ينتصف منه إلا بالإساءة إليه.

وله تصانيف حسنة جليلة مفيدة، منها: «تفسير القرآن العظيم» سماه «البحر الكبير في نخب التفسير» واعترض عليه في هذه التسمية بأن البحر الكبير مالح، وأجيب عن ذلك بأنه محل العجائب والدرر، ومنها «الانتصاف من الكشّاف» ألفه في عنفوان الشبيبة، وكتب له عليه الشيخ عز الدين بن عبد السلام بالثناء عليه، وكذا الإمام شمس الدين الخسروشاهيّ، أحد شيوخ الشيخ شهاب الدين القرافي، وغيرهما من العلماء.

ومنها «المقتفى في آية الإسراء» وهو كتاب نفيس، فيه فوائد جليلة واستنباطات حسنة، وله «اختصار التهذيب» من أحسن مختصراته، وله على تراجم البخاري «مناسبات» وله «ديوان خطب» مشهور بديع، يسمى «عقود الجواهر على أجياد المنابر» وله «مناقب الشيخ أبي القاسم القبّاري» وأراد أن يصنّف في الردّ على الأحياء فخاصمته أمه، وقالت له:

فرغت من مضاربة الأحياء وشرعت في مضاربة الأموات! فتركه.

وله شعر لطيف، وذكر في ديباجة تفسيره أنه لم يجتمع بأبي عمرو بن الحاجب حتى ضغط مختصريه في الفقه والأصول، وأجازه ابن الحاجب بالإفتاء. ومات- قيل مسموعا- في يوم الخميس مستهل شهر ربيع الأول سنة ثلاث وثمانين وستمائة.

٨٣ - أحمد بن محمد بن موسى بن أبي عطاء أبو بكر القرشي (٢).


(١) تكملة عن، وبها يستقيم الكلام.
(٢) له ترجمة في: طبقات المفسرين للسيوطي ٦.