توفي في شوال سنة تسع وثمانين وستمائة بدمشق، ودفن بمقابر الصوفية.
٨٩ - أحمد بن يحيى بن زيد بن سيّار الشّيبانيّ مولاهم الإمام العلامة المحدث شيخ اللغة والعربية أبو العباس ثعلب (١).
إمام الكوفيين فيهما، ولد سنة مائتين، وابتدأ بالطلب في العربية والشعر واللغة سنة ست عشرة، وحفظ كتب الفرّاء فلم يشذ عنه منها حرف، وعني بالنحو أكثر من غيره، فلما أتقنه أكبّ على الشّعر والمعاني والغريب. ولازم ابن الأعرابيّ بضع عشرة سنة.
وسمع من إبراهيم بن المنذر الحزاميّ، ومحمد بن سلّام الجمحيّ، وعبيد الله بن عمر القواريريّ، وعليّ بن المغيرة الأثرم. وسلمة بن عاصم، وخلق سواهم.
وروي عنه محمد بن العباس اليزيديّ، والأخفش الأصغر، ونفطويه، وأبو عمر الزّاهد وجمع.
قال بعضهم: إنما فضل أبو العباس أهل عصره بالحفظ للعلوم التي تضيق عنها الصدور.
وقال ثعلب: كنت أصير إلى الرّياشي لأسمع منه، فقال لي يوما وقد قرئ عليه:
ما تنقم الحرب العوان منّي ... بازل عامين صغير سنّي
كيف تقول: بازل أو بازل؟ فقلت: أتقول لي هذا في العربية؟ إنما
(١) له ترجمة في: انباه الرواة للقفطي ١/ ١٣٨، الأنساب للسمعاني، الورقة ٥٥٥، البداية والنهاية لابن كثير ١١/ ٩٨، تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ٥/ ٢٠٤، تذكرة الحفاظ للذهبي ٢/ ٦٦٦، طبقات الحنابلة ١/ ٨٣، طبقات القراء لابن الجزري ١/ ١٤٨، العبر ٢/ ٨٨، الفهرست لابن النديم ٧٤، اللباب ٣/ ٢١٧، مرآة الجنان ٢/ ٢١٩، معجم الأدباء ٢/ ١٣٣، مفتاح السعادة ١/ ١٨٠، النجوم الزاهرة لابن تغري بردي ٣/ ١٣٣، وفيات الأعيان لابن خلكان ١/ ٨٤.