قيل: خاطب صاحبَيه، وقيل: يب خاطب واحداً، وأخرج الكلام محرج الخطاب مع الاثنين، لأن العرب من عادتهم إجراء خطاب الاثنين على الواحد والجمع، فمن ذلك قول الشاعر:
فإن تزجراني يا بن عفَّانَ أنزجِر ْ ... وإنْ ترعياني أَحْمِ عرضًا مُمنّعًا
خاطب الواحد خطاب الاثنين، وإنما فعلت العرب ذلك لأن الرجل يكون أدنى أعوانه اثنين: راعي إبله وراعي غنمه، وكذلك الرفقة أدنى ما تكون ثلاثة، فجرى خطاب الاثنين على الواحد لمرون ألسنتهم عليه، ويجوز أن يكون المراد به: قف قف، فإلحاق الألف أمارة دالة على أن المراد تكرير اللفظ كما قال أبو عثمان المازني في قوله تعالى:{قَالَ رَبِّ ارْجِعُون}[المؤمنون: ٩٩] المراد منه: أرجعني أرجعني أرجعني، جعلت الواو علمًا مشعرًا بأن المعنى تكرير اللفظ مرارًا، وقيل: أراد قفن على جهة التأكيد فقلب النون ألفًا في حال الوصل؛ لأن هذه النون تقلب ألفًا في حال الوقف فحمل الوصف على الوقف، ألا ترى أنك لو وقفت على قوله تعالى:{لَنَسْفَعَا}[العلق: ١٥] قلت: لنسفعًا؟ ومنه قول الأعشى::
وصلِّ على حين العشياتِ والضّحَى ... ولا تَحْمَدِ المثرينَ، واللهَ، فاحْمدَا