للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لَعَمرِي لَقَوْمٌ قد نَرَى أمسِ فيهِمُ ... مَرَابِطَ لِلأمْهَارِ وَالعَكَرِ الدَّثِرْ (١)

أحَبُّ إلَيْنَا من أُنَاسٍ بِقُنّة ٍ ... يَرُوحَ عَلى آثَارِ شَائِهِمُ النَّمِرْ (٢)

يُفَاكِهُنَا سَعْدٌ وَيَغْدُو لجَمْعِنَا ... بِمَثْنى الزِّقَاقِ المُتَرَعَاتِ وَبالجُزُرْ (٣)

لَعَمْرِي لَسَعْدٌ حَيثُ حَلّتْ ديارُهُ ... أحَبُّ الَينا مِنكَ فَا فَرَسٍ حَمِرْ (٤)

وَتَعْرِفُ فِيهِ مِنْ أبِيهِ شَمَائِلاً ... وَمن خالِهِ وَمِن يَزِيدَ وَمِن حُجُرْ (٥)

سَمَاحَة َ ذَا وَبِرَّ ذَا وَوَفاءَ ذَا ... وَنَائِلَ ذَا اذا صَحَا وَاذا سَكِرْ

فهو لا تَنْمي رميّتُهُ [المديد]

بينما كان امرؤ القيس منطلقاً وأصحابه إلى السموأل بن عادياء، إذا هم في بعض الطريق، ببقرة وحشيٍّ مرمية، فلمّا نظر إليها أصحابه قاموا فذبحوها، وإذا بقنّاصين من بني ثعل، فقالو لهم: من أنتم؟ فانتسبوا لهم، وإذا هم جيران السموأل، فانصرفوا جميعاً إليه، فقال امر القيس هذه الأبيات.

رٌبَّ رَامٍ مِنْ بَني ثُعَلٍ ... مُتْلِجٍ كَفّيْهِ في قُتَرِهْ (٦)

عَارِضٍ زَوْرَاءَ مِنْ نَشَمٍ ... غَير بَانَاة ٍ عَلى وَتَرِهْ (٧)


(١) العكر الدثر: المال الكثير.
(٢) القنّة: رأس الجبل.
(٣) الزقاق: يعني زقاق الخمر. المترعات: أي مثنى مثنى. الجزر: ج جزور: وهو الجمل المذبوح.
(٤) فا فرس حمر: بمعنى يا فم فرس حمر أي يا أبخر الفم.
(٥) الشمائل: الخلائق والخصال.
(٦) بنو ثعل: من طيئ. متلج: مدخل.
(٧) العارض: من يرمي عن القوس بالعرض. الزوراء: القوس المنحنية.

<<  <   >  >>