عندما تزوّج امرؤ القيس أمّ جندب، جاء ذات يوم علقمة بن عبد التميميّ، وهو قاعد في الخيمة، وخلفه أمّ جندب، فتذاكر الشعر، فقال امرؤ القيس: أنا أشعر منك، وقال علقمة: بل أنا أشعر منك. فقال: قل وأقول، وتحاكما إلى أمّ جندب، فقال امرؤ القيس قصيدته هذه. ووصف الفراق وناقته وفرسه، وقال علقمة قصيدةً مطلعها:
ذهبتَ في الهجران في غير مذهبِ ... ولم يك حقاً كلّ هذا التجنُّبِ
وعارض امرأ القيس في وصف ناقته وفرسه، فلما فرغ فضلّته أم جندب على زوجها امرئ القيس، فقال لها: بم فضبته عليّ؟ قالت: فرس ابن عبدة أجود من فرسك قال: وبماذا؟ قالت: سمعتك زجرت وضربت وحركت وهو قولك:
وللساق لهوب، وللسوطِ درةٌ ... وللزجر منه وقعُ أهوجَ، مُنعبِ
وأدرك فرس علقمة ثانياً عن عنانه وهو قوله:
وأقبل يهوي، ثانياً من عنانه ... يمرُّ كمرِّ الرائحِ المتحلِّبِ
فغضب امرؤ القيس على أم جندب وطلّقها. وقيل: إن علقمة خَلَف عليها بعده، فسُمّي (علقمة الفحل).