للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

بعض الناس له عناية بالمتون لكن ليست له عناية بالشروح، وإدامة النظر في الشروح تعطي طالب العلم ملكة يفهم بها السنة، ويستطيع من خلال هذه الملكة أن يشرح من السنة ما لم يشرح قبل؛ لأنه يأتيك أحاديث ما شرحت، يعني إذا كان الحديث مخرج في البخاري ترتاح، شروحه كثيرة وموجودة، مخرج في مسلم نعم، الكتب الستة مخدومة، لكن قد يعوزك حديث في الطبراني مثلاً، أو في مسند أحمد، ما سبق أن شرح، تقف تقول: هذا طلاسم ما شرحه أهل العلم؟ تشرحه أنت؛ لماذا؟ لأنه تولد عندك ملكة، وصرت بحسك وملكتك هذه تستطيع أن تتعامل مع النصوص، كما قلنا في نظيره بالأمس بالنسبة لمن يديم النظر في كلام السلف في تفسير كلام الله -جل وعلا-.

. . . . . . . . . ... . . . . . . . . . مع الكشف عن تفسيرها ودمِ

واقرأ كتاباً يفيد الاصطلاح به ... تدري الصحيح من الموصوف بالسقمِ

يعني ما يعقل أن طالب حديث ما يعرف المصطلح، مستحيل؛ لأن معرفة المصطلح والمصطلح هو القواعد المعرفة بحال الراوي والمروي لا بد من معرفتها، ولا بد من التدرج، الشيخ يقول: "اقرأ كتاباً" نقول: ما يكفي كتاب، لا بد أن تتدرج؛ لأن كتاب واحد إن قرأت من الكبار ما فهمته إلا بقراءة كتاب قبله، لا بد أن تتدرج في ثلاث كتب أو أربعة واحدة تلو الآخر، ما يناسب المبتدي، ثم بعد ذلك ما يناسب المتوسط، ثم بعد ذلك ما يناسب المتقدم والمنتهي في طريقة ذكرناها في مقدمة الألفية، يرجع إليها من أرادها، وذكرناها باختصار يعني يناسب التقديم.

واقرأ كتاباً يفيد الاصطلاح به ... تدري الصحيح من الموصوف بالسقمِ

"فهي المحجة" الطريق الواضح البين.

فهي المحجة فاسلك غير منحرفٍ ... . . . . . . . . .

لا يمين ولا شمال، اسلك الصراط المستقيم، اسلك هذه المحجة البيضاء ((تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها)).

فهي المحجة فاسلك غير منحرفٍ ... وهي الحنيفية السمحاء فاعتصمِ

اعتصم بدينك، اعتصم بكتاب ربك وسنة نبيك -عليه الصلاة والسلام-.

وحيٌ من الله كالقرآن شاهده ... في سورة النجم فاحفظه ولا تهمِ

السنة وحي من الله -جل وعلا- كالقرآن {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [(٣ - ٤) سورة النجم].

<<  <  ج: ص:  >  >>