يقول: ثم جاء الولد يعني يقصد ولده فما الذي حصل بعد الكتاب الذي تحدث عنه طويلاً في عشر صفحات؟ فجاء الولد فلما بلغ السادسة أو قبل ذلك الخامسة أو الرابعة ذهبت به إلى الروضة، فاستقبلته سيدة في فناء مزروع، وبدأ يتحدث بأسلوبه الذي أجزم أن فيه مبالغة، بالهدايا والحلوى، وما أدري المهم أنه .. ، وإذا حصل له أدنى شيء في اعتلال صحته لا يدخل مع باب الروضة إلا بتقرير طبي، وكنا نشرب الماء من الزير، ما أدري تعرفون الزير وإلا ما تعرفوه؟ يدخل الطالب يده إلى الكتف ليأخذ الكأس في الزير، ثم يأتي يقول: يأتي بقرص نصفه تراب، المهم أنه .. ، ويأتي الفقيه –السيد- يأتي بزيت، وكلهم يغترفون من هذا، المهم تحدث عن الكتاب وتحدث عن روضة الأطفال، أنا ما أدري لماذا يبالغ في ذم الكتاب، ويبالغ مبالغة شديدة في مدح روضة الأطفال، ويختم الكلام بسطر: وفي النهاية حفظت القرآن ولم يحفظ شيئاً، أنا لا أدري لماذا يبالغ في ذم الكتاب وفي النهاية حفظ القرآن والولد لم يحفظ شيئاً، يعني هل النتيجة مرة لأن الوسيلة والمقدمات كلها مرة؟ بالعكس، يا أخي الإنسان يتحمل هذه الوسيلة في سبيل الوصول إلى الغاية، وفي النهاية حفظ القرآن ولم يحفظ شيئاً، يعني هل هذا تنفير من الكتاب، وترغيب فيما مدحه وأطراه أو العكس؟ يعني لو توسط في أمره قلنا: العكس، لكن لو شفت لو قرأت الأسلوب الذي كتب به عن الكتاب ما يدخل الكتاب بعد هذا إلا إنسان لا عقل له، وفي النهاية حفظت القرآن، إلا إذا كان حفظ القرآن لا وزن له عنده، فأنت تعجب من السرد الخيالي للكتاب ولروضة الأطفال، ومع ذلك في النهاية حفظت القرآن ولم يحفظ شيئاً.
يعني الإنسان إذا أراد أن يعرض شيء له غاية وله هدف حينما يتحدث عن شيء، هل يعرض الغاية التي هي أعظم مقصود لطالب العلم حفظ القرآن يعرضها بهذه الطريقة، هل هو الآن في عرضه يحث على حفظ القرآن أو ينفر من حفظ القرآن؟ يعني الذي يقرأ العرض ينفر من الكتاتيب بحيث يجعل من يقبل دخول ولده فيها لا عقل له، وفي النهاية حفظت القرآن، ... ليس بهذا، نعم لو المسألة نقد موجه إلى الكتاتيب والمطالبة بالإصلاح ما يخالف، لكن هذا أمر انتهى، يتحدث عنه بعدما انتهى.