وفي الأغاني أيضاً قصة أخرى إبراهيم بن هارون الرشيد كان على مأدبة، ومعه القائد طاهر، فأخذ هذا الصبي هندبات إما كوسة وإلا قرع وإلا شيء من هذا، أخذها من الطعام فضرب بها عين طاهر، طاهر أعور، ضرب العين السليمة، فذهب يشكوه إلى والده، فقال: هذا ما فعل هذا الصبي بعيني السليمة، والأخرى بين يدي عدل، يعني تالفة، يعني صرنا نستفيد من هذه الكتب، لكن فائدة يعني فائدة لا تعادل حجم هذه الكتب وما فيها من شرور، فيها شرور، وفيها أيضاً فيها مجون، وفيها كلام سخيف ومخل بالأدب، ولا يليق بطالب العلم، لكن مع ذلك يستفاد منها على إقلال، يعني ما يوغل فيها، وتجعل ديدن وإلا ورد كما يفعله بعض الناس، بعض الناس يقرأ الأغاني مراراً، أو يقرأ مثلاً كتب الأدب المطولة والمختصرة، ويعنى بالموسوعات وبالرحلات وبالذكريات، ويترك قال الله قال الرسول، هذا ليس بصحيح، ولذا قال:
قدم وجوباً علوم الدين إن بها ... يبين نهج الهدى من موجب النقمِ
وكل كسر الفتى فالدين جابره ... والكسر في الدين صعب غير ملتئمِ
كل كسر سواءً كان حسي أو معنوي، سواء انكسر أحد أعضائه ينجبر هذا، والدين يعوض، وسواء كان معنوي أيضاً وجد من يسخر منه، وجد من يهزأ به، هذا أمره يسير؛ لأنه معلق بالدنيا، والدنيا ليست شيء ممر.
وكل كسر الفتى فالدين جابره ... والكسر في الدين صعب غير ملتئمِ