"دع عنك ما قاله العصري منتحلاً" يعني من علومهم المعاصرة التي لا تعين على ما يورث الخشية لله -جل وعلا- من علوم الكتاب والسنة وعلوم الدين التي جاء الحث عليها، فعلوم المعاصرين يستفاد منها في أمور الدنيا، يعني لو أن الإنسان أفنى عمره وتخصص في الطب أو في الهندسة أو في الزراعة أو في الكيمياء أو في غيرها من العلوم هذا يستفيد في أمور دنياه، كأنه نجار، كأنه مزارع، وأيضاً النية لا تؤثر فيها، لا تؤثر سلباً، يعني لو قصدها، قال: أنا أتعلم الطب أتكسب، لا أريد إلا الدنيا ما عليه شيء، يعني مثل المزارع ومثل التاجر ومثل الصانع هذه أصلها للدنيا، لكن إذا نوى بذلك التقرب إلى الله -جل وعلا- ونفع العباد يؤجر على هذه النية.
يعني في وقت من الأوقات يقال لطلاب العلم وقد سمعناه وقيلت لنا: اترك تفسير الطبري، تفسير ابن كثير، هذه مضى وقتها، عليك بما كتبه المعاصرون، الذين يعرفون مشاكل العصر، وقضايا العصر، وينزلون عليها، اترك كتب المتقدمين نقول: لا "وبالعتيق تمسك" ما في علم إلا بكتب المتقدمين، يعني كون الإنسان يطلع على ما كتبه المعاصرين طيب وجيد، يطلع على ما كتبه العلماء المعاصرين، لا سيما من كانت عنده شيء من الالتزام بالقواعد، قواعد العلم والتعليم، أما من انسلخ مما ينبغي أن يزاوله شارح الكتاب أو شارح السنة هذا لا يلتفت إليه، يعني مثل تفسير طنطاوي جوهري الذي كأنه كتاب علوم، كله رسوم لذوات الأرواح، وكله نظريات، وكله نقول عن يهود ونصارى وكفار، وتجارب أمم، يعني كلها .. ، الكتاب محشو بمثل هذا، والفائدة في جانب هذه الأمور قليلة جداً.