الحالة الثانية: طلبوا منه أن يدعو لهم، فدعا واستجيب له، وهذا مثل ما حصل في الاستسقاء (أجدبت المدينة واشتد القحط والمحل في زمنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان عَلَى المنبر يخطب الجمعة، فدخل رجل من الأعراب وقَالَ: يا رَسُول الله، هلكت العيال، وانقطعت السبل) الحديث متفق عليه، وكحديث الأعمى وغيره مما هو موجود في كتب السنة الثابتة.
الحالة الثالثة: أن يدعو النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلا يستجاب له وهذا واقع في السيرة، فمن ذلك: لما صلّى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ركعتين، صلاة رغبة ورهبة أطال فيها، وسأل ربه عَزَّ وَجَلَّ ثلاثاً فأعطاه اثنتين ومنعه الثالثة، بمقتضى ما أنزل الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى في سورة الأنعام: قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْض [الأنعام:٦٥] الآية.
وكذلك قنت شهراً يدعو عَلَى رعل وذكوان وعصية ولم يستجب له؛ بل أنزل الله تعالى: لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ [آل عمران:١٢٨] . فكان أن تاب وأسلم من تلك القبائل خلق كثير، وكذلك من زعماء قريش، فلا بد أن نعلم أن لمقام الألوهية قدر عظيم جداً، والله هو الذي يفعل ما يشاء فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ [هود:١٠٧] .