من أهم الموضوعات التي يجب عَلَى طالب العلم أن يلم ولو بقدر منها، حقيقة نبوة مُحَمَّد صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ونبوة غيره من الأنبياء، لأن من أركان الإيمان الإيمان بأنبياء الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى.
فلا بد من معرفة النبوة وما حقيقتها ومدى حاجة النَّاس إليها وأمثال ذلك مما يجب أن يعلمه المسلم ولو إِلَى حد ما.
ويتبين لنا عظمة النبوة وأهميتها إذا عرفنا أن كل شي من الدين يعتبر فرعاً عن إثبات النبوة، فالإيمان بالقرآن الذي هو كلام الله -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- متفرع عن الإيمان بنبوة مُحَمَّد صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولهذا كَانَ كفار قريش يجادلون النبي صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأنه ليس بنبيٍ؛ ليتوصلوا بذلك إِلَى الطعن في القرآن، لأن من أنكر نبوة مُحَمَّد صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو طعن فيها فقد طعن في القُرْآن وطعن في الإسلام.
أساس الدين إثبات النبوة
أساس الدين هو إثبات النبوة لنبيا مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولهذا قال كفار قريش إنما أنت مفتر، وَقَالُوا: ساحر، وشاعر، ومجنون وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً [الفرقان:٥] ، وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُون [الفرقان:٤] وقالوا غير ذلك من السباب كقولهم: إنما يعلمه بعض الأعجميين، وقولوا: إنما يعلمه بشر، ويجب أن يُعلم أن كل أنواع الافتراءات التي تنكر القُرْآن تعتبر تكذيباً لدعوى النبوة، وإذا كذبوا النبي في دعوى نبوته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فبعد ذلك ينكروا ما شاءوا.