للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

صراع بين الكنيسة والعلم والعلماء

بعد هذا الصراع وجد هَؤُلاءِ النافرون من العبودية لرجال الدين مهرباً يفسرون به هذه الحياة بعيداً عن الإنجيل وبعيداً عن سيطرة رجال الدين، وَقَالُوا: إن كَانَ هناك من إله فإنه قد خلق الكون، ثُمَّ تركه يمشي في طبيعته ويسير وفق هذا القانون، ونادى بذلك كثير من الزعماء، في نفس الوقت الذي كانت الديانة النصرانية ضد الفطرة وضد الطبيعة في الناحية الاجتماعية.

ولقد وصف الله تَعَالَى الرهبانية بقوله: وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ [الحديد:٢٧] .

فهذه الرهبانية تفرض عَلَى رجل الدين - لكي يكون الإِنسَان ديِّناً، ومقبولاً في ملكوت الرب كما يعبرون - أن لا يتزوج، فيمتنع عن هذه الغريزة الفطرية التي جعلها الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى في جميع الحيوانات، فكان هذا بالنسبة لهم موضع ثورة عَلَى الكنيسة تبدأ الاعتراضية من هنا وعلى مبادئها -فالكنيسة معناها المجمع البابوي ورجال الدين "البابا" والكاردينالات الذين من تحته، ثُمَّ القساوسة، ثُمَّ هذا المجمع الديني كله يسمى الكنيسة- لأنهم وجدوا أن هذا ضد الفطرة وضد الطبيعة، وبدأوا يتحللون من هذه القيود، فثار مارتن لوثر وكالسن وأمثالهم من رجال الدين من أجل أن يتحرروا ويتزوجوا.

<<  <   >  >>