وأفضل الأَنْبِيَاء والمرسلين وهو الذي زكاه وطهره وأثنى عليه ربه -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- وكل من رآه صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من مؤمن أو كافر، شهد له بالغاية العظمى في الحلم، والكرم، وحسن الخلق، والصدق، والأمانة، والوفاء، هذه الشخصية - شخصية النبي صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: لا تحتاج لمن يختلق الأمجاد لها، أو يفتري عليها، وإن كَانَ يظن أنه يكذب لها، لأنه صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما خصه الله تَعَالَى من الفضائل والخصائص؛ في غنى مطلق عمن يفتري ويختلق له ما ليس فيه. وما علينا إلا أن نقرأ الصحيح من سيرته صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فنتأسى ونقتدي به، فإنه يوجد فيها من دلائل النبوة والآيات والبراهين البينات ما تنبهر له جميع النفوس؛ ولهذا فإن كثيراً من النَّاس أسلموا لمَّا رأوا سيرته صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إما عياناً وإما قراءةً فبمجرد أن قرؤوها علموا أن هذا الإِنسَان ليس بكاذبٍ أو مفترٍ، وأنه لا يأتِ بشيءٍ من عنده، ولا يريد شيئاً لنفسه، وإنما هو من عند ربه -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- وأن دعوة النبوة حق ويقين وبرهان وليست مجرد دعوى.
كل مسلم بحاجة إلى معرفة سيرة وأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم؛ ليقتدي به
فالحكّام والأمراء يحتاجون سيرته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ ليتعلموا منه العدل والأمانة، ويتعلموا منه كل صفات الحاكم الناجح، والأمير الناجح. وكذلك العلماء يحتاجون سيرته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليتعلموا منها دقائق العلم والفقه والأحكام التي لا توجد إلا في سيرته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ لأنها كلها حجة ونحن مأمورون أن نتبعها، وأن نتعبد بما صح منها.