فدلائل نبوته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ظاهرة، وأعلامها منشورة إِلَى قيام الساعة، لم تمت بموته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولا بموت أصحابه، وإنما هي باقية مخلدة، وكل إنسان مؤاخذ ومخاطب بما جَاءَ من عند الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى، وما من أحد يسمع به صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في هذه الأرض ثُمَّ لم يؤمن به إلا كَانَ من أهل النار، وذلك لظهور الحجة واستبانة المحجة، وهذا من فضل الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى، ورحمته بالعالمين.
دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم يعرفها العالم والجاهل
إن الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- لما أرسل هذا الرَّسُول للناس كافة جعل آياته عامة لهم إِلَى قيام الساعة، وعامة للعالم منهم والجاهل، فالجاهل الأمي البدوي أو الفلاح القروي يجد في دلائل نبوته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الشيء الكثير ويفهمها ويستوعبها ويُقرُّ بِها.
دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم أبهرت علماء الدنيا
والعالم المتبحر - في أي علم - يجد فيها ما يبهره؛ فالمؤرخ يجد فيما جَاءَ به النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أخبار التاريخ ما يذهل العقول ويحير الألباب، دون أن يكون هناك أي مصدر آخر لهذا الرَّسُول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ [العنكبوت:٤٨] ، ومع ذلك يأتي بالآيات والأخبار عن الأمم الماضية التي لم يعرف المؤرخون كثيراً منها.