للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فالذنوب والمعاصي تميت القلب، وإذا مات فلا خير في الحياة بعده، إذ ما هي إلا حياة بهيمية، حياة الحيوان وإذا كَانَ القلب حياً كانت الحياة الطيبة الزكية المطهرة، التي يريدها الله - تَبَارَكَ وَتَعَالَى- من كل إنسان، والتي من أجلها أنزل إلينا هذا النور المبين، وأرسل إلينا هذا الرَّسُول العظيم، ليزكينا وليطهر قلوبنا، ولتكون حياتنا حياةً إنسانيةً تليق بالتكريم الذي كرم الله -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- به بني آدم، واختصهم به دون بقية المخلوقات، أما إذا مات القلب، فإن الإِنسَان يكون حيواناً في صورة إنسان، حمار بالنهار جيفة بالليل، يقدح بالنهار قدح الحمير - يجمع ويجري ويلهث- وفي الليل جيفة هامدة.

فيجب أن يعلم الفرد والأمة بأكملها أن الذنوب تميت القلوب، وأن القلب إذا مات فلا خير في ذلك الفرد ولا في تلك الأمة، وأن الذل مضروب عَلَى كل من مات قلبه، وقد ضرب الذل عَلَى هذه الأمة الإسلامية اليوم؛ لأن قلوبها قد ماتت، لأنها انصرفت وانحرفت عما شرع الله - تَبَارَكَ وَتَعَالَى- فتحقق ما قاله النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إذا تبايعتم بالعينة ورضيتم بالزرع وأخذتم بأذناب البقر وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلاً، لا يرفعه عنكم، حتى ترجعوا إِلَى دينكم) .

الذنب مقدمة لما بعده

<<  <   >  >>