الفرقة الثانية:"السبّابة": الذي يسبون ويشتمون الشيخين، فهم لم يخرجوا من الإسلام ولم يؤلهوا علياً، ولكنهم سبوا الشيخين رَضِيَ اللهُ عَنْهُما، وقد قال بعض الأئمة: إن سب الشيخين كفر لأن هذين كما قال علي بن الحسين زين العابدين الذي رفضته الرافضة قَالَ: كيف أسبهم وهما وزيرا جدي؟
فالذي يسب وزيري النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقد سب النبي، والذي يقول: إن أبا بكر عدو للإسلام فهو متهم لرَسُول الله، ومتهم للأمة كلها.
كيف يكون هذا الرجل منافقاً عدواً للإسلام ويوليه الرَّسُول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصلاة إشارة إِلَى تولية الإمامة العظمى؟
وكان هو وعُمَر أفضل الصحابة؟
فإذا كَانَ هذان كذابين -كما يقول هَؤُلاءِ المغترون- فالدين كله كذب، وما نقلت لنا السنة والشريعة إلاّ عن طريق الصحابة رَضِيَ اللهُ عَنْهُم، وعلى رأسهم أبُو بَكْرٍ وعُمَر.
وأما الفرقة الثالثة: وهي: "المفضلة": فهَؤُلاءِ هم الزيدية الذين وافقوا علي بن الحسين، فَقَالُوا: لا نشتم الشيخين، ولكنهم يفضلون علياً عليهما، ويقولون: إن إمامة المفضول جائزة مع وجود الأفضل.
فعَلِيّ P> الأفضل، ولكن إمامة أبِي بَكْرٍ وعُمَر جائزة، وهذا الذي أنكره عليهم علماء السلف، وهو من البدع، ويكفينا في بدعيته أنه صح عن عَلِيّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أنه قَالَ:"ما جاؤني بأحد يفضلني عَلَى أبِي بَكْرٍ وعُمَر إلا جلدته حد الفرية ثمانين جلدة، وقال عَلِيّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، كما في البُخَارِيّ: "والله ما من رجل وددت أن ألقى الله بعمله إلا هذا " وكان يشير إِلَى "عُمَر وهو في سكرات الموت" وهذا الأثر معروف ومشهور ومتواتر بين الصحابة.