للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهذه الشبهة دالة عَلَى جهلهم ومكابرتهم، وإلا فإنهم لا يتحرجون من البدع حتى يقولون: إن هذا التقسيم بدعي، ولكن نقول لهم مع ذلك: إن أقسام التوحيد الثلاثة نقرأها في كل ركعة من صلاتنا، فإذا قرأنا: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ فهذا توحيد الربوبية، وإذا قرأنا الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فهذا توحيد الأسماء والصفات، ثُمَّ إذا قرأنا بعد ذلك إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ فهذا توحيد الألوهية أو توحيد العبادة.

فمن أهمية هذه الأقسام الثلاثة أننا نرددها في كل فريضة، وهي في القرآن، وكذلك آخر سورة في القرآن، فإذا قرأنا قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ فهذا توحيد الربوبية. مَلِكِ النَّاسِ فهذا يشمل توحيد الربوبية. إِلَهِ النَّاسِ فهذا يشمل توحيد الألوهية، وتشمل الآيات توحيد الأسماء والصفات، لأنه سمى نفسه رباً وملكاً وإلهاً. فالقرآن من أوله إِلَى آخره توحيد، وصلاتنا في كل ركعة نذكر فيها التوحيد بأنواعه الثلاثة، وعلماء الإسلام فهموا هذا الفهم، ولذلك من ألف منهم في التوحيد كابن مندة -وهو من العلماء المتقدمين- ذكر هذه الأنواع الثلاثة في القرن الرابع، فليس هذا التقسيم من اختراع شَيْخ الإِسْلامِ ابْن تَيْمِيَّةَمِيَّةَ ولا غيره.

فأنواع التوحيد ثلاثة جاءت في الكتاب والسنة، كما في الحديث عن عَائِِِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْها أن النبي صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعث رجلا عَلَى سرية وكان يقرأ لأصحابه في صلاته فيختم ب قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ سلوه لأي شيء يصنع ذلك فسألوه فَقَالَ لأنها صفة الرحمن وأنا أحب أن أقرأ بها فَقَالَ النبي صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخبروه أن الله يحبه) .

<<  <   >  >>