للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إلا أنا نجيز للأعراب الذي لا يتخير، ولا نجيز لأهل الحضر والفصاحة أن يقولوا: السلم عليكم، ولا جيت من عندك وأشباهه مما لا تحصيه من القبيح المرفوض وما توفيقي إلا بالله.

[أولا: مما يضعه الناس في غير موضعه]

[١ - متى يقال البارحة ومتى يقال الليلة؟ .]

فمما تضعه العامة غير موضعه قولهم - فيما بين صلاة الفجر إلى الظهر: فعلت البارحة كذا وكذا، وذلك غلط، والصواب أن تقول فعلت الليلة كذا إلى الظهر، وتقول بعد ذلك: فعلته البارحة إلى آخر اليوم.

والصباح عند العرب من نصف الليل الآخر إلى الزوال، ثم المساء إلى آخر نصف الليل، وكذا روي عن "ثعلب" رحمه الله.

ومما يشهد بصحة ذلك ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من فاته شيء من ورده أو قال جزئه من الليل فقرأه ما بين صلاة الفجر فكأنما قرأه من ليلته". وقال صلى الله عليه وسلم ذات ليلة في دعائه: فحمى أو طاعون، فلما أصبح قال له إنسان من أهله: يا رسول الله لقد سمعتك الليلة تدعو بدعاء. وعنه صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا قعد بصلاة الغداء يقول: "هل رأى أجد منكم الليلة رؤيا؟ ". وقال "لبلال" عند صلاة الفجر: "يا بلال، خبرني بأزجى عمل عملته منفعة في الإسلام، فإني سمعت الليلة خشف نعليك بين يدي في الجنة".

<<  <   >  >>