للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٤ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ جُولَةَ، هَذَا، ثنا الْجُرْجَانِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ هِشَامِ بْنِ مَلاسٍ الدِّمَشْقِيُّ، ثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ، ثنا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، ثنا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: أُصِيبَ حَارِثَةُ يَوْمَ بَدْرٍ، فَجَاءَتْ أُمُّهُ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ عَلِمْتَ مَنْزِلَةَ حَارِثَةَ مِنِّي فَإِنْ يَكُ فِي الْجَنَّةِ صَبَرْتُ، وَإِنْ يَكُ غَيْرَ ذَلِكَ تَرَى مَا أَصْنَعُ؟ فَقَالَ: «جَنَّةً وَاحِدَةً، إِنَّهَا جِنَانٌ كَثِيرَةٌ، وَإِنَّهُ فِي الْفِرْدَوْسِ الأَعْلَى».

وَهَذَا أَيْضًا صَحِيحٌ مَشْهُورٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي عُبَيْدَةَ حُمَيْدِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، وَأَبُو حُمَيْدٍ مُخْتَلَفٌ فِي اسْمِهِ الْبَصْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَخْرَجَهُ البخاري، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَبِي جَعْفَرٍ الْمُسْنَدِيِّ الْبُخَارِيِّ، عَنْ أَبِي عَمْرِو مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمْرٍو الْكُوفِيِّ الأَصْلِ الْبَغْدَادِيِّ المقر، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ الْفَزَارِيِّ الْمِصِّيصِيِّ، عَنْهُ.

يُعَدُّ فِي إِفْرَادِ البخاري دُونَ مُسْلِمٍ، رَحِمَهُمَا الله، وَهَذَا أَيْضًا فِي غَايَةِ الْعُلُوِّ كَأَنِّي حَدَّثْتُ عَنِ الْبُخَارِيِّ نَفْسِهِ.

وَحَارِثَةُ الْمَقْتُولُ يَوْمَ بَدْرٍ، هُوَ حَارِثَةُ بْنُ سُرَاقَةَ بْنِ الْحَارِثِ النَّجَّارِيُّ الْأَنْصَارِيُّ، ابْنُ عَمَّةِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، رَمَاهُ حِبَّانُ بْنُ الْعَرِقَةِ بِسَهْمٍ فَأَصَابَ حَنْجَرَتَهُ فَقَتَلَهُ، وَهُوَ يَشْرَبُ مِنَ الْحَوْضِ وَكَانَ نَظَّارًا، وَأُمُّهُ الرُّبَيِّعُ بِنْتُ النَّضْرِ الأَنْصَارِيَّةُ، أُخْتُ أَنَسِ بْنِ النَّضْرِ، عَمَّةُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، الَّتِي كَسَرَتْ ثَنِيَّةَ جَارِيَةٍ فَطَلَبُوا الْعَفْوَ فَأَبَوْا، وَالأَرْشَ فَأَبَوْا , فَقَالَ أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ: أَجِزْهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتُكْسَرُ ثَنِيَّةُ الرُّبَيِّعِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «كِتَابُ اللَّهِ الْقِصَاصُ».

فَعَفَا الْقَوْمُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ مَنْ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لأَبَرَّهُ مِنْهُمْ أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ».

وَأَنَسُ بْنُ النَّضْرِ أَخُو الرُّبيِّعِ، عَمُّ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الَّذِي قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ شَهِيدًا، الَّذِي تَغَيَّبَ عَنْ قِتَالِ بَدْرٍ، فَقَالَ: تَغَيَّبْتُ عَنْ أَوَّلِ مَشْهَدٍ شَهِدَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَئِنْ أَشْهَدَنِي اللَّهُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ لَيَرَيَنَّ اللَّهُ مَا أُجِدُّ، فَلَقِيَ يَوْمَ أُحُدٍ فَهَزَمَ النَّاسَ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعْتَذِرُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ الْمُسْلِمُونَ، وَأَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا جَاءَ بِهِ الْمُشْرِكُونَ، فَتَقَدَّمَ بِسَيْفِه فَلَقِيَ سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ، فَقَالَ: أَيْنَ يَا سَعْدُ إِنِّي أَجِدُ رِيحَ الْجَنَّةِ دُونَ أُحُدٍ.

فَمَضَى، فَقُتِلَ، فَمَا عُرِفَ حَتَّى عَرَفَتْهُ أُخْتُهُ الرُّبَيِّعُ بِبَنَانِهِ، وَبِهِ بِضْعٌ وَثَمَانُونَ مِنْ طَعْنَةٍ وَضَرْبَةٍ وَرَمْيَةٍ بِسَهْمٍ، وَأُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} [الأحزاب: ٢٣] الآيَةَ

<<  <   >  >>