المبحث الثالث: وظائف الملائكة الملائكة جند من جنود الله تعالى، أسند الله إليهم كثيرًا من الأعمال الجليلة، والوظائف الكبيرة، وأعطاهم القدرة على تأديتها على أكمل وجه. وهم بحسب ما هيأهم الله تعالى له ووكلهم به على أقسام:
فمنهم الموكل بالوحي من الله تعالى إلى رسله عليهم الصلاة والسلام وهو جبريل عليه السلام، قال تعالى:{نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ - عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ - بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ}[الشعراء: ١٩٣ - ١٩٥](الشعراء: ١٩٣- ١٩٥) وقد تقدم أنه أفضل الملائكة وأكرمهم على الله، وقد وصفه الله بالقوة والأمانة على تأدية مهمته.
ولم يره النبي صلى الله عليه وسلم في صورته التي خُلق عليها إلا مرتين، وبقية الأوقات يأتيه في صورة رجل. رآه مرة بالأفق من ناحية المشرق وفي ذلك يقول الله تعالى:{وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ}[التكوير: ٢٣](التكوير: ٢٣) . ورآه مرة ثانية ليلة الإسراء في السماء وهذا ما أخبر الله عنه بقوله:{وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى - عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى - عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى}[النجم: ١٣ - ١٥](النجم: ١٣- ١٥) .
وفي صحيح مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها أنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن تفسير الآيتين المتقدمتين فقال: «إنما هو جبريل لم أره على صورته التي خُلق عليها غير هاتين المرتين. رأيته منهبطًا من السماء سادًّا عِظَمُ خَلْقِه ما