للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الثاني نعيم القبر وعذابه]

[المطلب الأول الإيمان بنعيم القبر وعذابه وأدلة ذلك]

المبحث الثاني: نعيم القبر وعذابه وبحث هذا الموضوع يتم من خلال ثلاثة مطالب:

المطلب الأول: الإيمان بنعيم القبر وعذابه وأدلة ذلك: الإيمان بنعيم القبر لأهل الطاعة وبعذاب القبر لمن كان مستحقا له من أهل المعصية والفجور من أصول الإيمان التي دلت عليها نصوص الكتاب والسنة.

فمن أدلة الكتاب على نعيم القبر قول الله تعالى: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} [إبراهيم: ٢٧] (إبراهيم: ٢٧) ، فدلت الآية على تثبيت الله تعالى للمؤمنين عند السؤال في القبر وما يتبع ذلك من النعيم. أخرج البخاري من حديث البراء بن عازب رضي الله عنهما عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلِّم أنه قال: «إذا أقعد المؤمن في قبره أتي ثم شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فذلك قوله: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ} [إبراهيم: ٢٧] » (١) . ودليل عذاب القبر من القرآن قول الله تعالى: {وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ - النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} [غافر: ٤٥ - ٤٦] (غافر: ٤٥، ٤٦) ، قال القرطبي: (الجمهور على أن


(١) صحيح البخاري برقم (١٣٦٩) .

<<  <   >  >>