المطلب السابع: الصراط، صفته وأدلته: الصراط في اللغة: الطريق الواضح.
وفي الشرع: جسر ممدود على متن جهنم يرده الأولون والآخرون وهو طريق أهل المحشر لدخول الجنة. وقد دلت الأدلة من الكتاب والسنة على إثبات الصراط.
قال تعالى:{وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا - ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا}[مريم: ٧١ - ٧٢](مريم: ٧١، ٧٢) ذهب أكثر المفسرين أن المقصود بورود النار هنا: المرور على الصراط وهو منقول عن ابن عباس وابن مسعود وكعب الأحبار وغيرهم.
وفي الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه وهو حديث طويل في الرؤية والشفاعة وفيه عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلِّم أنه قال:(. . «ثم يؤتى بالجسر فيجعل بين ظهري جهنم قلنا يا رسول الله وما الجسر؟ قال: مدحضة مزلة، عليه خطاطيف وكلاليب وحسكة مفلطحة لها شوكة عقيفاء تكون بنجد يقال لها السعدان، المؤمن عليها كالطرف وكالبرق، وكالريح وكأجاويد الخيل والركاب فناج مسلم وناج مخدوش ومكدوس في نار جهنم يمر آخرهم يسحب سحبا» (١) .
وقد جاء وصف الصراط في نصوص كثيرة وملخص ما جاء فيها أنه أدق من الشعر وأحد من السيف دحض مزلة لا تثبت عليه قدم إلا من ثبته الله وأنه ينصب في ظلمة فيعطى الناس أنوارا على قدر إيمانهم ويمرون فوقه على قدر
(١) صحيح البخاري برقم (٧٤٣٩) ، وصحيح مسلم برقم (١٨٣) ، واللفظ للبخاري.