للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومنها انشقاق القمر على ما أخبر الله في كتابه، قال تعالى: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} [القمر: ١] (القمر: ١) .

ومنها خروج نار من أرض الحجاز تضيء لها أعناق الإبل ببصرى على ما أخرج الشيخان من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلِّم قال: «لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضيء أعناق الإبل ببصرى» (١) . وقد خرجت هذه النار على ما أخبر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلِّم في مستهل جمادى الآخرة سنة أربع وخمسين وستمائة وكان خروجها من شرقي المدينة النبوية وسالت بسببها أودية من نار وارتاع الناس منها ورأى ضوءها أهل الشام ورأى أهل بصرى - وهي إحدى قرى دمشق-، أعناق الإبل في ضوئها كما أخبر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلِّم.

القسم الثاني: الأمارات المتوسطة: وهي التي ظهرت ولم تنقض بل تتزايد وتكثر وهي كثيرة جدا.

منها أن تلد الأمة ربتها (٢) وتطاول الحفاة العراة رعاء الشاء في البنيان على ما جاء في حديث جبريل المشهور الذي أخرجه مسلم وقد تقدم في الفصل الأول من هذا الباب وفيه: «قال فأخبرني عن الساعة؟ قال: ما المسئول عنها بأعلم من السائل. قال: فأخبرني عن أماراتها، قال: أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان» (٣) .


(١) صحيح البخاري برقم (٧١١٨) ، وصحيح مسلم برقم (٢٩٠٢) .
(٢) أن تلد الأمة ربتها، الأمة المرأة المملوكة، وولدها من سيدها بمنزلة سيدها، لأن مال الإنسان صائر لولده.
(٣) صحيح مسلم برقم (٨) .

<<  <   >  >>