للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولا شيئا، وما بيننا وبين سلع من بيت ولا دار، قال: فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس، فلما توسطت السماء انتشرت، ثم أمطرت، قال: والله ما رأينا الشمس ستا، ثم دخل رجل من ذلك الباب في الجمعة المقبلة- ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يخطب- فاستقبله قائما فقال: يا رسول الله، هلكت الأموال، وانقطعت السبل، فادع الله يمسكها، قال: فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه ثم قال: اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام والجبال والظراب ومنابت الشجر، قال: فانقطعت، وخرجنا نمشي في الشمس» . قال شريك: فسألت أنسا: أهو الرجل الأول؟ قَال: لا أدري (١) .

وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم لما «ذكر أن في أمته سبعين ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب وقال: (هم الذي لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون) قام عكاشة بن محصن فقال: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم، فقال: (أنت منهم) » (٢) . ومن ذلك حديث ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أويسا القرني وفيه قال: «فاسألوه أن يستغفر لكم» .

وهذا النوع من التوسل إنما يكون في حياة من يطلب منه الدعاء، أما بعد موته فلا يجوز؛ لأنه لا عمل له.

٢ - التوسل الممنوع: هو التوسل إلى الله تعالى بما لم يثبت في الشريعة أنه وسيلة، وهو أنواع بعضها أشد خطورة من بعض، منها:

١ - التوسل إلى الله تعالى بدعاء الموتى والغائبين والاستغاثة بهم


(١) صحيح البخاري برقم (١٠١٣) ، وصحيح مسلم رقم (٨٩٧) .
(٢) صحيح البخاري برقم (٥٧٠٥) ، وصحيح مسلم برقم (٢١٨) .

<<  <   >  >>