العزيز والحكم والحكمة في الحكيم. والجمع بينهما دال على كمال آخر وهو أن العزة لله تعالى مقرونة بالحكمة فعزته لا تقتضي ظلمًا وجورًا كما يكون من بعض أعزاء المخلوقين فإن بعضهم قد تأخذه العزة بالإثم فيظلم ويجور، وكذلك حكمه تعالى وحكمته مقرونان بالعز الكامل بخلاف حكم المخلوق وحكمته فإنهما يعتريهما الذل. هذا والله أعلم.
وفي ختام هذا الباب نشير إلى جملة من الفوائد والثمرات التي يجنيها المسلم بتحقيقه لهذا الأصل العظيم وهو الإيمان بالله وحده لا شريك له في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته. فمن ذلك:
١ - أن العبد ينال بذلك سعادة الدنيا والآخرة، بل إن السعادة في الدارين متوقف الحصول عليها على الإيمان بالله، فحظ العبد منها بحسب حظه من إيمانه بربه وأسمائه وصفاته وألوهيته.
٢ - أن إيمان العبد بربه وأسمائه وصفاته هو أعظم أسباب خوفه سبحانه وخشيته وتحقيق طاعته، فكلما كان العبد بربه أعرف كان إليه أقرب، ومنه أخشى، ولعبادته أطلب، وعن معصته ومخالفته أبعد.
٣ - أن العبد ينال بذلك طمأنينة قلبه، وراحة نفسه، وأنس خاطره، والأمن والاهتداء في الدنيا والآخرة. والله تعالى يقول {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}[الرعد: ٢٨](الرعد: ٢٨) .
٤ - أنَّ نيل ثواب الآخرة متوقف على الإيمان بالله وصحته، فبتحقيقه وتحقيق لوازمه ينال العبد ثواب الآخرة فيدخل جنة عرضها السماء والأرض فيها من النعيم ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، وينجو من النار وعذابها الشديد، وأعظم من ذلك كله أن يفوز برضى الرب سبحانه فلا يسخط عليه أبدًا، ويتلذذ يوم القيامة بالنظر إلى