للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مع أنه لا يعني بالضرورة ألا يمتثل الناس إلا ممن يعمل بعلمه، أو كان مطبقا للمأمور، مجتنبا للمنهي عنه، لكن هذا من دواعي القبول، وسرعة التأثير.

قال بعض أهل العلم: لا يمنعكم سوء ما تعلمون منا أن تعملوا بأحسن ما تسمعون منا.

وقال بعضهم: لا تنظر إلى عمل العالم ولكن اسأله يصدقك.

ووقف رجلٌ - يظهر أنه حاسد - على ابن عيينة وهو يعظ الناس فأنشد:

وغير تقي يأمر الناس بالتقى ... طبيب يداوي الناس وهو مريض

فأنشده ابن عيينة:

اعمل بعلمي وإن قصرتُ في عملي ... ينفعك علمي ولا يضرُرْك تقصيري

والمستقرئ لكتب السنَّة يجد كيف كشفت لنا سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم التطبيق النموذجي لتأثيره على الناس، من خلال الخلق العظيم والأدب السامي الذي كان يتصف به صلى الله عليه وسلم، فكان يزور الناس، ويغشاهم في أسواقهم ومجامعهم، وكان يكلمهم ويدعوهم إلى الحق وإلى صراط مستقيم، وكان يستقبل الوفود، ويعفو عمن ظلمه، ويحلم على من أساء إليه، وكان دائم الذكر والفكر، وغيرها كثير، مما يجعلنا نُفعِّل هذا الجانب، ونُعْمِله في واقع دعوتنا.

[كلمة جامعة عن آداب الداعية]

كلمة جامعة عن آداب الداعية: فينبغي على الداعية أن يكون صالحا في نفسه بأن يكون تقيًّا، ورعا، زاهدا، صادقا، مراقبًا، مؤديا الفرائض والأركان والنوافل، متتبعا السنة، يشهد الجمعة والجماعة، تاليا للقرآن، ممتثلا معنى العبودية لله تعالى، مصاحبا للأخيار، مجتنبًا الأشرار.

<<  <   >  >>