للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الاعتناء بهذا الجانب المهم، وهذه الشبه ليس لها أساس متين، ولا بنيان رصين، بل لا تعدو أن تكون طنين ذباب، أو صرير باب، يردده كثير من الناس.

فمن هذه الشبه:

أ- دعوى بعضهم: أن هذا الزمان يختلف عن زمان النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه لا يوجد ما يمكن أن يركز عليه في الدعوة إلى الله من الأمور الشركية والقضايا العقدية.

ب- ومن ذلك أيضا: أن الحديث عن العقيدة ومحاربة الشرك وجعلها من أولويات الدعوة يثير مشاعر الكثيرين من المسلمين، ممن ألِفوا البدع والوقوع في الشركيات، فتكون المصلحة في تركه، وذلك لغرض الاجتماع، وعدم الافتراق.

ج- ويقول آخرون: إن الحديث عن العقيدة في مثل هذا الوقت لا تجد من يسمع له، وذلك لانشغال المسلمين بما يفعله عدوهم من الكيد والمكر والعدوان، فيحتاجون إلى التركيز على الجوانب السياسية لمواجهة العدو، فهي من أولى المهمات في الوقت الراهن، وتبقى قضية تصحيح العقيدة راجعة إلى ظرفها.

ونحو هذه الشبه التي يُدرك فسادها ووهاؤها بمقدمات العقول قبل أواخرها.

[فساد العقيدة هو سبب مصائب المسلمين]

فساد العقيدة هو سبب مصائب المسلمين: وفي حقيقة الأمر أنه ما وقعت الفتنة، ولا حصلت الفرقة، ولا تشرذم المسلمون طرائق، وتمزقوا حذائق؛ إلا بسبب إهمال الدعاة والعلماء لجانب العقيدة، فإنا لله وإنا إليه راجعون!!

وما برزت الطفيليات المذهبية على السطح من اشتراكية وشيوعية ورأسمالية وقومية وغيرها كثير، وأُشرب حبها كثير من المسلمين إلا بسبب إهمال الحديث عن العقيدة.

<<  <   >  >>