للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

* أنها توفر على الداعية إلى الله تعالى الكثير من الكلام المجرد الذي يريد شرحه والإسهاب فيه.

* وأنها تجذب له انتباه المستمعين، وترسخ المعلومة المراد إيصالها إليهم.

* وأنها عامل حيوي في توضيح الفكرة بشكل أكبر من الكلام المجرد.

* وأنها ترسخ غالبا في ذهن المستمع وتنطبع في عقله أكثر من الكلام النظري.

[المسألة الثانية الحكمة في باب الفتوى]

[الزيادة على الجواب]

المسألة الثانية: الحكمة في باب الفتوى (١) .

١ - الزيادة على الجواب: إذا اعتقد الداعية أن السائل يحتاج إلى ذلك فلا بأس بالزيادة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إنا نركب البحر، وليس معنا ماء، أفنتوضأ بماء البحر؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هو الطهور ماؤه الحل ميتته» (٢) .

وقد يكون من الحكمة عدم الزيادة، وذلك خشية عدم الفهم، أو الالتباس، أو النسيان.

[الإجابة عما فيه فائدة]

٢ - الإجابة عما فيه فائدة: فقد يكون السائل لا يحسن السؤال فيسأل عن شيء يريد فعله أو تركه، والعكس هو الصحيح؛ فينبغي على الداعية إرشاده إلى ما فيه نفعه وفائدته، وهذا أسلوب قرآني ومنهج نبوي، يقول الله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ} [البقرة: ٢١٥] (٣) .


(١) أصبحت كلمة الفتوى تطلق على كل إجابة على سؤال، سواء أكانت من عالم توفرت فيه أدوات الاجتهاد، أو من طويلب علم ناقل، ولذلك فإن المتتبع لكلام أهل العلم في صفة الفتوى والمفتي يكاد يجزم أن من يستحق الفتوى في عصرنا أندر من الكبريت الأحمر، وإنما الغالب نقلة لفتاوى العلماء.
(٢) صحيح أخرجه أحمد (١٤ / ٣٤٩ و٣٥ / ٨١) ، وأبو داود (١ / ٦٤) ، والترمذي (١ / ١١١) ، والنسائي (١ / ١٧٦) ، وابن ماجه (١ / ١٣٦) .
(٣) البقرة: ٢١٥.

<<  <   >  >>