للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مدخل قد مضى الحديث عن البصيرة فيما يدعو إليه من تصدر للدعوة إلى الله تعالى، وعلمنا أن نجاح الدعوة إلى الله تعالى مرهون بالعلم الشرعي المؤصل، وأن من دعا إلى الله تعالى بجهل، فإنه قد خالف أمر الله تعالى في الدعوة إليه على بصيرة وعلم، وأن ضرره وفساده متحقق ولا شك.

فإذا وفق الله تعالى الداعية إلى العلم الشرعي، ونال نصيبًا وافرًا منه، فإن الواجب عليه أن يعرف كيفية أداء هذا العلم، والطريق المناسبة التي يبلغ بها الدين، وهذا لا يتم إلا بمعرفة أصناف المدعوين، ولن ينجح الداعية إلى الله تعالى إذا لم يعرف من يدعوهم، سواء كانوا مسلمين أو كفارا، ولا مستويات ثقافتهم، وأيضًا لن يوفق إذا لم يكن عنده دراية ومعرفة بوسائل وأساليب وطرق الدعوة إلى الله تعالى، فهذه هي الأدوات التي يستعملها الداعية إلى الله تعالى لكسب المدعوين، وهذا ما سأتناوله في هذا المحور، وهو البصيرة في حال المدعوين وكيفية دعوتهم، مبينًا أصناف المدعوين، ومضمنا الحديث عن الوسائل والأساليب الشرعية التي يمكن للداعية أن يستخدمها في مجال دعوته.

<<  <   >  >>